النصر- مقر جديد، تطوير إداري، ونمو قياسي للإيرادات
تتجه أنظار إدارة نادي النصر الطموحة نحو نقل فريق كرة القدم الأول إلى مقر جديد كليًا، وذلك مع إشراقة الموسم الكروي القادم، وفقًا لمعلومات حصرية حصلت عليها "الرياضية". تأتي هذه الخطوة الجريئة في إطار خطط تطويرية شاملة ومبتكرة يقودها ببراعة مجلس إدارة شركة النادي، ساعيًا إلى تحقيق أعلى معايير التميز والاحترافية.
ويخوض الفريق تدريباته حاليًا في مقر النادي العريق، الكائن في حي العريجاء، والذي شهد عمليات تطوير جذرية وتحديثات شاملة للمرافق الإدارية والرياضية، لتواكب أحدث المعايير الدولية. وقد بدأت هذه التحسينات الملحوظة منذ استحواذ صندوق الاستثمارات العامة، في صيف عام 2023، على حصة أغلبية قدرها 75 في المئة من ملكية النادي، مما يمثل بداية عهد جديد من الازدهار والتقدم.
إلى جانب ذلك، قام مجلس الإدارة النشط بإبرام سلسلة من الاتفاقيات الهامة ورصد ميزانيات ضخمة لإنشاء مقر جديد يتميز بتصميمه العصري والمرافق المتطورة، وفقًا لأفضل المعايير العالمية. وتهدف الإدارة إلى نقل الفريق الأول إلى هذا المقر المرموق مع انطلاق موسم 2025-2026، في خطوة تعكس التزام النادي بتحقيق أعلى مستويات الجودة والابتكار.
ووفقًا للمصادر المطلعة، يركز المجلس بشكل أساسي على تعزيز الكفاءة التشغيلية للنادي، ورفع معايير الحوكمة في عملية اتخاذ القرارات، مما يضمن إدارة رشيدة وفعالة للموارد والإمكانات المتاحة.
كما أشارت المصادر إلى استقلالية الشركات التابعة للصندوق، بما في ذلك شركة نادي النصر، وذلك تماشيًا مع أفضل الممارسات العالمية في مجال الحوكمة والإدارة. وأكدت التطبيق الصارم لأعلى معايير الحوكمة في شركة النصر، من خلال تأسيس مجلس إدارة يضم نخبة من الخبراء المتمرسين في تأسيس وبناء الشركات وإدارة الحوكمة، بالإضافة إلى تشكيل لجان متخصصة، مثل "اللجنة التنفيذية" و"لجنة المراجعة" و"لجنة الترشيحات والمكافآت" و"اللجنة الرياضية"، لضمان التخصص والكفاءة في جميع جوانب العمل.
وقد ساهمت هذه التركيبة الإدارية الجديدة في تحديد مصفوفة صلاحيات واضحة ومحددة، مما أدى، كما تؤكد المصادر، إلى تحسين جودة آلية اتخاذ القرارات وتسريع وتيرة العمل.
وتحدثت المصادر أيضًا عن الدور الهام الذي لعبته الهيكلة التنظيمية الجديدة للفريق الإداري في النادي في تعزيز كفاءة العمل، وذلك بعد تطبيق سياسات وإجراءات جديدة في إدارات الموارد البشرية والمشتريات وغيرها، وتحديث المزايا والمكافآت لخلق بيئة عمل محفزة وجذابة.
وكما هو الحال في مجالس إدارات شركات الصندوق الأخرى، يتخذ مجلس إدارة النادي قراراته الحاسمة من خلال التصويت، وبمشاركة جميع الأعضاء المنتدبين من الشركة والمؤسسة غير الربحية، مما يضمن الشفافية والعدالة في اتخاذ القرارات.
وأكدت المصادر على الاستقلالية الكاملة التي تتمتع بها الأندية في اتخاذ القرارات الإدارية والتجارية والرياضية، بالإضافة إلى حرية استقطاب الكفاءات الإدارية المحلية والدولية المتميزة لتطوير مختلف الممارسات في الإدارة.
وفيما يتعلق باختيار أعضاء مجالس إدارات شركات الأندية، تتولى لجنة الترشيحات في الصندوق مهمة تسمية الأعضاء، مع الحرص على مواءمة قدراتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم مع احتياجات المجلس، بما يخدم مصلحة الشركة على أكمل وجه.
ويعتمد الصندوق إطار حوكمة عالمي متكامل يتماشى مع المعايير الدولية، ويقوم بتقييم دوري لأداء أعضاء مجالس إدارات شركات محفظته، مع دراسة إمكانية تعيين أعضاء جدد وفقًا للحاجة والتوجه الاستراتيجي لكل شركة.
ومنذ نقل ملكية أندية النصر والهلال والاتحاد والأهلي إلى شركات الصندوق الربحية، قام الصندوق بتعيين ما يزيد عن 25 عضوًا، من بينهم 5 من موظفي الصندوق والباقون من الكفاءات المتخصصة في مجالات متنوعة.
وبعد مرور عامين على الاستحواذ، استعرضت المصادر أبرز نتائج التطوير الإداري الذي شهده نادي النصر.
فقد وصل إجمالي إيرادات النادي، في الموسم الماضي، إلى 556 مليون ريال سعودي، ولا يشمل هذا المبلغ المنح الحكومية.
وبالمقارنة مع الموسم الذي سبقه، ارتفع إجمالي الإيرادات التجارية بنسبة مذهلة بلغت 129 في المئة، ليصل إلى 323 مليون ريال، موزعة بين إيرادات عقود رعاية بقيمة 304 ملايين ريال، بنسبة نمو سنوي قدرها 132 في المئة، وإيرادات متاجر بقيمة 18 مليون ريال، بنمو سنوي نسبته 88 في المئة. كما ارتفعت إيرادات فوز النصر بنسبة 19 في المئة، محققة 22 مليون ريال.
وحقق الموقع الإلكتروني للنادي إيرادات تقدر بـ 0.54 مليون ريال خلال الموسم الماضي، علمًا بأنه لم يحقق أي إيرادات خلال موسم 2022-2023.
وبعد عملية الاستحواذ، تمكن النادي من بيع قميص فريقه الأول في أكثر من 70 دولة حول العالم، وشهد تنوعًا كبيرًا في مصادر إيراداته التجارية، بهدف ضمان الاستقلالية والاستدامة المالية. ومن بين أبرز هذه المصادر توقيع عقود رعاية مع العديد من الشركات والجهات المرموقة، مثل "كافد" و"القدية" و"أرويا كروز" و"نوبكو" و"نوق" و"ترشيد".
وفي السياق ذاته، أبرم النادي عقود رعاية مع شركات من خارج محفظة الصندوق، مثل "بي إم دبليو" و"دازن" و"تامبوليني" و"جاذرن" و"إس إتش جي" و"جي آي بي"، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها النادي في الأوساط التجارية.
وتهدف استراتيجية النمو والتنويع في الإيرادات التجارية، التي تطبقها شركة نادي النصر، إلى تمكين النادي من إتمام الصفقات الرياضية وتعزيز قدراته التنافسية. وبالتوازي مع ذلك، يعمل النادي على بناء قدرات رقمية متطورة لمتابعة كفاءة اللاعبين والمدربين، وقد أثمرت هذه الجهود عن إنشاء "Chatbot" متخصص في رعاية اللاعبين وعائلاتهم.
ووفقًا للمصادر، سيتم إعادة تشكيل مجلس إدارة النصر ليتماشى مع المرحلة المقبلة، وذلك بالتزامن مع اكتمال المرحلة التأسيسية واستمرارًا لتطوير العمل في إطار خطة التحول الطموحة للنادي.
ومع تشكيل مجلس الإدارة الجديد، ستدرس لجنة الصلاحيات أبرز الأسماء المرشحة لعضوية الشركة الربحية، مع الحرص على اختيار الكفاءات القادرة على تحقيق أهداف النادي.
وكان حساب "الرياضية عاجل"، على منصة "إكس"، قد كشف يوم الخميس عن اعتذار رائد إسماعيل ومرام الجهني، عضوي مجلس إدارة شركة النصر، عن عدم الاستمرار في مناصبهم.
ويتألف المجلس الحالي من خمسة أعضاء، من بينهم ثلاثة يمثلون الشركة الربحية، فيما يمثل العضوان الآخران المؤسسة غير الربحية، وأحدهما يشغل منصب رئيس مجلس إدارة الشركة.
وقد انتهت دورة أعضاء مجلس الإدارة المعينين من قِبَل صندوق الاستثمارات في 30 يونيو الماضي، وبعد انقضائها، اعتذر إسماعيل والجهني عن عدم الاستمرار في المجلس.
ووفقًا للمصادر، سيتفرغ كلٌ من إسماعيل والجهني لمهامهما في الصندوق، حيث يشغل الأول منصب مدير إدارة الاستثمارات المباشرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيما تتولى الجهني منصب كبير الإداريين المكلف، بالإضافة إلى كونها عضوًا في مجالس إدارات عدد من شركات الصندوق.
وكانت مصادر "الرياضية" قد كشفت، في 2 يونيو الماضي، عن نية إسماعيل والجهني مغادرة منصبيهما في نادي النصر بنهاية الشهر.